فـي شـروحـاتـھ عـن الـبانـوبـتیكون بـاعـتباره الاسـتعارة/الـتصور الأسـاسـي الـتي تـتمثل مـن خـلالـھ سـلطة الـدولـة الحـدیـثة، یـضع الـفیلسوف الـفرنسـي مـیشال فـوكـو الـنظر والـمراقـبة بـاعـتبارھـما الأدوات الأسـاسـیة للسـیطرة والـقمع الـذي تـمارسـھ الـدولـة الحـدیـثة مــن خــلال الــبانــوبــتیكون، ویــحقق لــھا الســیطرة عــلى الــمكان وا لأجـساد الـموجـودة فـیھ. یـقول فـوكـو: “التحـدیـقة/الـنظرة الـتي .ترى، ھي التحدیقة/النظرة التي تھیمن” مـن خـلال اعـتبار “أصـوات الـحیاة الـیومـیة،” نـصا نـاتـجا عـن مـسارات الـیومـي فـي الـمدیـنة ونسـیجھا الـعمرانـي والاجـتماعـي، فـإنـنا خـلال ھـذة الـورشـة نـود أن نسـتعیر مـن الـعلوم ا لإنـسانـیة والـنظریـة الـنقدیـة والأدب الـمقارن أدواتـھم فـي تحـلیل الـطبقات والــتداخــلات والــمبانــي فــي ھــذه الــنصوص الــصوتــیة لــلمدیــنة ومـساراتـھا، مـنھا سـیاسـات الـذاكـرة والنسـیان، والـبؤرة والـتناص، والإســـكات والإعـــلاء لأصـــوات الاجـــتماعـــي والســـیاســـي، والســیاســات الــجندریــة، والــتصنیفات الاقــتصادیــة والــرمــزیــة .والسیاسیة للأصوات وتكوینھا المكاني تـتضمن ورشـة الـعمل مـواد أولـیة مـن عـروض صـوتـیة تـقدیـمیة، ودعـوة لـزیـارات ومـسارات مـیدانـیة فـي الـمدن الـعربـیة الـمختلفة الـتي ندعو أن يتقدم مـنھا المھـتمین والمھـتمات، فـي مـحاولـة لـتوثـیق أصـوات ھـذة الـمدن، وكـذلـك نـقدم خـلال الـورشـة دراسـات حـالـة ومـناقـشات مـائـدة مسـتدیـرة وقـراءات أدبـیة وفـكریـة ونـقدیـة. یـسمح ھـذا الـمبنى الـتفاعـلي مـتعدد الـحقول، مـن نـاحـیة، بتحـدیـد مـجالات ومـساحـات مـن النسـیج الـصوتـي لـلمدن الـمركـزیـة فـي الـمخیال والسـیاسـي والـھویـاتـي الـعربـي، بـاعـتبارھـا نسيـجا مـكونًـا مـن الـقوى الـمركـبة الـمتصارعـة والـتفاوضـیة الـتي تـسعى إلـى الھـیمنة لـیس فـقط عـلى أجـسادنـا كـكیانـات حـیزیـة مـادیـة ولـكن أیـضا إلى استغلالھا وتشكیل. أرشیفھا وتاریخھا الصوتي مع المدن، من خلالھا ومن خلال العلاقة معھا.