مساحات صوتية

أصوات من بين الهيئة والجسد

نتاج برنامج هيئات إيكولوجية، أصوات تجريبية ٢٠٢٤

من ٢ ديسمير ٢٠٢٤ حتى ٢ مارس ٢٠٢٥

عن البرنامج

برنامج “هيئات إيكولوجية، أصوات تجريبية، ٢٠٢٤” هو برنامج يهدف إلى التعمق في علاقة الصوت بالبیئة المشكلة له، وفاعلیتة في تشكیل البیئة المحیطة به، من خلال سلسلة  قراءات وعروض تجریبیة وجلسات إستماع إفتراضية ومكانية. خلال البرنامج الذي إمتدت جلساتة الإفتراضية طوال شهري فبراير ومارس ٢٠٢٤، حاولنا إلقاء الضوء علي الفنون الصوتیة التجریبیة المعززة لمبادئ الاستماع العمیق بالممارسات الصوت-بصریة والأدائیة المعاصرة متعددة التخصصات والتي تتعرض لمفاھیم البیئة من حولنا وعلاقتنا كبشر بالكائنات والكیانات غیر البشریة. طرحت أسئلة عن كیفیة تأثیر التدخل البشري والنظم الإستعماریة بالایكولوجیات المشكلة للصوت؟ وكیف یمكن من خلال ممارساتنا وأبحاثنا أن نوسع مجالا صوتیا یعزز العدالة المكانیة ویعطي المساحة والوكالة لأصواتنا من منظورات تتعدى اللغة المنطوقة تجاوزا لقوى التواصل المختلفة؟ كيف نجد أصواتنا و نتتبع داخلنا من خلال الصوت؟

خلال البرنامج أيضا استكشفنا كيف يمكن لمفاهيم وممارسات الاستماع  والإنصات المختلفة أن تكون منهجية نفهم ونفاوض بها للتفاعل بين الجسم والبيئة واكتشاف الحركة المتضمنة بينهما من خلال دراسات صوتية وتجريبية متنوعة. يشكل البرنامج مساحة للتفكير النقدي حول كيفية تشكل الهويات البيئية والجسدية، مع التركيز على التجريب الصوتي والفني كأداة للتعبير عن العلاقة بين الفرد والمحيط. يعتمد البرنامج على فحص الايكولوجيا الحضرية، والتأثيرات البيئية على الجسد واللغة، والطرق التي يتم بها تشكيل الحواس والهوية من خلال الأصوات في تجاربنا المتنوعة.

شارك في توجيه الجزء الافتراضي من البرنامج كل من الباحثة المغربية أسماء السكوتي، والفنانة متعددة التخصصات الإيرانية المقيمة في برلين ناتاشا صدر حقيقيان، والفنان والمنظّر الصوتي المقيم في برلين براندون لابيل. كما تم تقييم البرنامج من قبل الفنانة والباحثة المصرية سارة حمدي.

عن مرحلة الإنتاج

بدأت مرحلة الإنتاج الخاصة بالمعرض الافتراضي في مايو ٢٠٢٤ واستمرت حتى أكتوبر ٢٠٢٤، حيث شهدت تطورًا مستمرًا لمقترحات الأعمال الفنية والبحثية التي قدّمها الفنانون المشاركون. هؤلاء الفنانون اختاروا الانخراط في الإنتاج الفني البحثي بناءً على تجاربهم الشخصية و ممارساتهم الفنية التي تأتي من خلفيات متنوعة، سواء كانت سينمائية، معمارية، ادبية أو فنية متعددة التخصصات.

تم تصميم هذه المرحلة لتكون بمثابة حاضنة لتطوير المقترحات الفنية من خلال جلسات توجيهية فردية وجماعية. أتيحت للفنانين الفرصة للعمل جنبًا إلى جنب في لقاءات مكثفة مع آلاء البنان، محررة البرنامج، وسارة حمدي، منسقة البرنامج. كما تم تنظيم ورش عمل تفاعلية بين المشاركين لتبادل الأفكار والتجارب الفنية، مما خلق مساحة للتفاعل الحيوي والابتكار الجماعي.

خلال هذه الفترة، ركّز الفنانون على استكشاف العلاقة بين بيئاتهم الطبيعية والحضرية، مع التركيز على استخدام الصوت والإنصات كأدوات لفهم البيئة المحيطة وكيفية تأثيرها في تشكيل إدراك الجسد كهيئة متجاوزة للعالم المحيط. تنوعت الأعمال الفنية المقدمة بين الصوت، والفيديو، والأداء، إضافة إلى الكتابات البحثية الأدبية. وقد عكست هذه الأعمال التفاعل العميق بين أدائية الجسد والصوت في تفاعلهم مع البيئات الإيكولوجية، سواء كانت بيئات طبيعية أو حضرية، تحت تأثير المتغيرات البيئية أو الاستعمارية، مما قدّم تجارب فنية غنية ومتنوعة تسهم في إعادة التفكير في تأثير البيئة على الجسد والهوية.

المشاركين/ات وأعمالهم/ن

شارك في البرنامج مجموعة متنوعة من الفنانين من خلفيات وتخصصات مختلفة، حيث قدم كل منهم عملًا يعكس تجربته الفريدة في استكشاف العلاقة بين الجسد والأنظمة البيئية الحضرية التي تحكمه، وكيفية تجاوز تلك الأنظمة التفاوض معها من خلال آداءات الممارسات الاستماعية. تنوعت الأعمال بين تجارب صوتية تجريبية، مقاطع فيديو مفاهيمية، أعمال أدائية، ونصوص أدبية وبحثية. في كل عمل مقدم نرى انعكاس قدرة الجسد والذهن على مقاومة الأنظمة القمعية، والتفاوض مع المساحات البيئية والايكولوجية، في محاولة لفهم الواقع والتداول معه وتغييره.

ففي عمل “محاولة لتعريف الصوت والتعرف على صوتي ٢٠٢٤”، تقدم الفنانة والباحثة فى علوم الميديا، عبلة عبد النبي، بحثًا عن الصوت، يتتبع تاريخ ظهوره كمفهوم بحثي. تقابل بحثها النصي بعمل صوتي آخر متصل بمشروعها، تقتفي فيه أثر صوتها الداخلي عبر مسارات متعددة، متأملة في وجوده واختفاءاته الضمنية. يأتي عمل عبلة كمحاولة لفهم الذات والمحيط من خلال الصوت الداخلي، والتغيرات الإدراكية والفلسفية القابعة خلف تشكيلاته.

أما آلاء البنان “كاتبة ومترجمة مصرية”، فتتناول في نصها “مترجم الصرخات” تحليلًا لصوت الرعب القادم من بعيد، متمثلًا في الصرخات التي تنبع من حولنا في ظل الأنظمة الاستعمارية الإبادية الحالية. من خلال قصة خيالية يحاول النص إيجاد  تفسير حسي أو دياجرامي لصوت الصرخة كترمومتر لفهم تأثيرات الرعب واستكشاف جدوى ما يحدث.

في نصوصه الثلاثة، يستعرض إدريس أمجيش، المترجم والكاتب المغربي، تداخل الأصوات والذاكرة والهوية. يركز على تأثير البيئة والتاريخ في تشكيل الذاكرة، مسلطًا الضوء على الأصوات المفقودة التي لم تعد مسموعة، مستعرضًا الترددات الموجودة في الأشجار والذاكرة الجماعية. نصوصه هي محاولة للبحث في الذكريات المخبأة التي تربطنا بجذورنا، مع التأكيد على الصوت كأداة للسمع وكبحث تخيلي في الذاكرة الحسية.

أما إسلام يوسف، الفنان البصري وصانع الأفلام المصري، فيأخذنا في عمله “من الأساطير تنبع آلهتنا و شياطيننا”، إلى رحلة سحرية عبر تأثير اللغة والكلمة المنطوقة على الذاكرة والهوية. يستكشف إسلام في عمله السحر الكامن وراء الكلمة الأولى، وكيفية تشكيل الأساطير وتأثيرها العميق في إدراكنا للواقع والذاكرة.

روبا السيد(المعروفة أيضًا باسم روبي كورليه)، الفنانة البصرية والناشطة السورية، تستعرض في أعمالها التفاعل الإنساني مع الذكريات الجمعية والحرب السورية من خلال الوسائط الرقمية والفيديو آرت. في عملها، تتبع تغيرات صوت الأذان في الشارع السوري، الذي كان يشكل عنصرًا حيويًا في النسيج الصوتي للمدينة. من خلال هذا الصوت، تروي روبى تاريخًا مستمرًا من التغيرات المدنية والاجتماعية التي أثرت في الناس والمجتمع خلال الحرب المستمرة.

سلمى عبادة، الفنانة البصرية والأدائية المصرية، تتناول تأثير التغيرات الحضرية على الذاكرة والجسد من خلال الأداء والحركة. في عملها، تحاول تسليط الضوء على اختفاء الأصوات في البيئة الحضرية، مجسدة هذا الاختفاء عبر الحركة الجسدية. تحاول سلمى فهم العلاقة بين الصوت والجسد وتأثيرات المحيط الحضري على تجربة الصوت والذاكرة.

أما تالا شمس الدين، المهندسة المعمارية والفنانة السورية، فتتناول في عملها ثلاث قصائد متشابكة بين الهجرة والذاكرة، محاولًة استعادة تعريف الصوت والبيت معًا. من خلال هذه النصوص، تحاول تالا استكشاف مفهومي السكن والأمان الشخصي والجماعي، ربطًا بين الصوت والبيئة، والهجرة كجزء من الذاكرة الحية التي تتشكل في السياقات الحضرية والايكولوجية للشتات.

هذه الأعمال المتنوعة تعكس حوارًا عميقًا بين الجسد، الصوت، البيئة والذاكرة، مستعرضة كيفية تأثير البيئات المختلفة على تشكيل هوياتنا الجسدية والسمعية.

عن نتيجة المعرض

في ختام البرنامج، يقدم المعرض الجماعي الافتراضي “أصوات من بين الهيئة والجسد” مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية متعددة التخصصات، التي تشكل معًا تجربة حسية غنية، تمزج بين التجريب الصوتي والفني. هذه الأعمال تمثل مزيجًا من التفكير النقدي والاستكشاف العميق في طبيعة الصوت ذاته، وتفتح أمام الجمهور فرصة لاستكشاف قضايا الجسد، الهوية والبيئة عبر منظور معاصر ومتعدد التخصصات.

من خلال هذه الأعمال، يتم تتبع العلاقة المعقدة بين الكائن البشري وبيئته، محاولين فهم كيف يمكن للفن أن يعكس هذه التفاعلات ويعيد تشكيل مفاهيمنا عن الجسد والطبيعة واللغة. المعرض ليس فقط منصة لاستعراض الأعمال الفنية، بل هو أيضًا مساحة للتأمل في الأسئلة الأساسية حول تأثير الصوت على إدراكنا للعالم من حولنا وكيفية تأثير البيئات المختلفة في تشكيل هوياتنا الفردية والجماعية.

{"eId":"224726039379284","CameraPosition":2}
عبلة عبد النبي (مصر)
فنانة وباحثة في علوم الميديا

عبلة عبد النبي هي باحثة في علوم الميديا تحاول استكشاف وفهم العالم حولها من خلال الممارسات الإبداعية، مدفوعة بالرغبة في اكتساب المعرفة ومشاركتها في البيئات التعليمية والفنية. يتضمن عملها عادةً مشاريع سمعية بصرية تجريبية وكتابات وفنون أداء.

802aa632-572a-4eaf-aaa2-16b067230e53
آلاء البنان (مصر)
كاتبة، مصححة لغوية ومترجمة

آلاء البنان كاتبة ومصححة لغوية ومترجمة فورية، درست الإعلام والترجمة وتعمل بمجال الثقافة والفنون. أدارت العديد من ورش الفنون والكتابة الإبداعية وأنتجت عدة كتب فنية، تُعبر من خلال دمج وسائل مختلفة للتعبير، كالكتابة والرسم والكولاج.‬ هي حالياً مهتمة بأساليب النشر المستقل للكتب الفنية من خلال مشروعها ‬Swimming with the Whales.

IMG_8403
إدريس أمجيش (المغرب)
مترجم وكاتب

إدريس أمجيش، مترجم وكاتب من المغرب. تستكشف نصوصه تداخل الأصوات والذاكرة والهوية في سياق يربط بين الإنسان والطبيعة والتاريخ.

صورة شخصية
إسلام يوسف (مصر)
صانع أفلام وفنان بصري

إسلام يوسف هو فنان مصري ناشئ يعمل في مجالات السينما، والتصوير الفوتوغرافي والكتابة. تركز أفلامه على استكشاف مواضيع الذاكرة والهوية من خلال أشكال تجريبية مختلفة للسرد. من خلال التصوير الفوتوغرافي، يلتقط إسلام لحظات تعكس تقاطع المكان والتاريخ والذاكرة، بينما في كتاباته، يساهم من خلال  نقد الأفلام في ربط السينما بالسياقات الثقافية والتاريخية، مما يساهم أيضا في عمله في الفن البصري. 

Rouba_Alsayed_Headshot
روبا السيد (روبي كورليه) (سوريا)
فنانة بصرية وناشطة

روبا السيد (روبي كورليه) هي فنانة بصرية وناشطة مقيمة في سوريا وهي تعمل بشكل رئيسي مع الوسائط الرقمية والفيديو. تستكشف أعمال روبي التفاعلات البشرية المستمرة المتعلقة بالجوانب الإنسانية المختلفة، مع تركيز خاص على حضور المرأة والقضايا المتعلقة بالتساؤل حول الذاكرة الجمعية في ضوء الحرب السورية، باستخدام الرسومات والشهادات البصرية والتاريخ الشفوي.

27983296_885864061593770_7407788187961952118_o
سلمى عبادة (مصر)
فنانة بصرية وأدائية معاصرة

سلمى عبادة فنانة بصرية وأدائية مصرية تعمل وتعيش بالأسكندرية، تخرجت من كلية الفنون الجميلة، قسم عمارة عام 2020. تنتج سلمى بطرق متعددة لتشمل الأداء والحركة والأرشفة ووسائط أخرى سمعية وبصرية. تهتم في ممارستها الحالية بدراسة تقاطعات الحركة مع المحيط الحضري بالمدينة وتأثير التغيرات الناتجة عن عمليات الهدم والبناء على الذاكرة واللغة الجسدية.

jj
تالا شمس الدين (سوريا)
مهندسة معمارية، فنانة وباحثة

تالا شمس الدين، مهندسة معمارية مهتمة بطرق الحفاظ على التراث المادي واللامادي واستكشاف دور الأزمات في نشوء المدن والسرديات البديلة غير المركزية الناتجة عنها. هي أيضأ  مهتمة بالتقاطع بين مجالات العمارة والصوت والفنون. حصلت تالا على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة دمشق عام ٢٠٢٠ وتخرجت من معهد صلحي الوادي للموسيقا عام ٢٠١٣. 

338931330_925582058563710_7374841821279600591_n
سارة حمدي (مصر)
فنانة متعددة التخصصات، باحثة ومنسقة فنية

سارة حمدي هي فنانة مصرية متعددة التخصصات، ومنسقة، وباحثة في مجال الصوت. تتخصص في استكشاف الصوت كآداه بحثية في الفنون المعاصرة، مستخدمة مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك التركيبات الفنية، والنصوص، والرسوم، والأعمال الصوتية، والتدخلات التشاركية، والأفعال الأدائية التربوية.

في عام 2020، أسست مشروع "مساحات صوتية"، وهو منصة إلكترونية مخصصة لأرشفة وتعزيز دراسات الصوت والمشاريع الإبداعية الصوتية في مصر، وهي منسقة برنامج "هيئات إيكولوجية، أصوات تجريبية، ٢٠٢٤."